حكم الزار
السؤال: هل الزار حقيقة؟
الجواب: أما الزار وما يماثله فكونها حقيقة؛ فإن كان المقصود بأنها توجد وأن هناك أناساً يتعاملون مع الشياطين، ويكون بينهم وبينها مثل هذه الأمور المحرمة وأشباهها، فنعم هذا حقيقة، وهذا موجود، وهؤلاء يحشرهم الله عز وجل يوم القيامة جميعاً ويسألهم: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ)) [الأنعام:128] فيقول أولياؤهم من الإنس: ((رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ))[الأنعام:128].
فيقول الله تبارك وتعالى: (( النَّارُ مَثْوَاكُمْ ))[الأنعام:128] فهذا نوع من الاستمتاع الحاصل بين الأولياء على السوء الظالمين، الذين بعضهم أولياء بعض، شياطين الإنس والجن وما يوحي بعضهم إلى بعض، وما يستمتع بعضهم ببعض، وإن كان المقصود هل هو حقيقي بمعنى أنه صحيح أو أن فعله جائز فلا، ولا يجوز، وهذا لا يخلو من الشرك، فالغالب أن مثل هذه الحالات لا تخلو من الشرك؛ لأن هذا التعامل لا يقدمه الجن للإنس إلا بناء على ما يقدمه الإنسي من الاستمتاع للجني، والاستمتاع من الإنسي يكون بالاستهزاء بكتاب الله! ويكون بترك الصلوات! ويكون بالبقاء على الحدث الأكبر! يكون بإهانة القرآن! يكون بأي أمر من الأمور التي حرمها الله التي قد تخرج صاحبها من الملة.